INI

الأحد، 1 يوليو 2012

أصوات بارزة: مقابلة مع المدوّن والناشط سليم اللوزي


سليم اللوزي، مدوّن وناشط حقوقي، صاحب مدوّنة جدار برسم الايجار، مدافع عن حرية التعبير والرأي، بالاضافة إلى القضايا الحقوقية والاجتماعية الأخرى لا سيما النسوية (حقوق المرأة)، له مقالات دورية في جرائد محلية.





- ما كان الدافع الرئيس لدخولك عالم التدوين؟ اخبرنا عن مدونتك، المواضيع التي تثيرها؟
أنا بدأت العمل الصحفي في العام 2007 ولا أزال حتى اليوم. ما أكتبه على المدونة هو ما لا أنشره في الصحف والمواقع الإلكترونية، طبعاً ما ينشر في الصحف لا يتخطى الحدود الحمراء، إلا ان جداري هو المكان المناسب لكتابة كلماتي الحمراء التي ممكن ان تطال أي شخص دون تمييز. بدأت التدوين في العام 2009، بعد ان عانيت كثيراً مع الجرائد اللبنانية التي ترتهن لخطوط حمراء، فكانت أغلب مقالاتي مصيرها "الجارور" بسبب تخطيها الخط الأحمر بحسب قياسات الجريدة. 
مدونتي ليس لها لون معيّن، تتبنى جميع القضايا الإنسانية والحقوقية والسياسية، إلا أنني أركز في الكثير من الأوقات على مواضيع الحجب (الرقابة) والعنصرية والأمن الفاشل في لبنان.
- عند الحديث عن المدونات اللبنانية، ما هي الإنجازات التي حققها المدونون اللبنانيون؟
استطاع المدونون اللبنانيون ان يفرضوا وجودهم على الساحة اللبنانية، لا سيما منذ العام 2009 حتى اليوم، اي مع بدايات ثورة التدوين ودخولها لبنان. استطعنا منذ ذلك الحين التأثير على الراي العام، مع التأكيد اننا اليوم اقوى من الأمس، الا اننا أولاً استطعنا ان نوسع رقعة المدونين ونبلغ اليوم اكثر من 3000 مدوّن لبناني. هذا بالاضافة لمتغيرات عديدة، كمشاركتنا مثلاً في الحملات المطلبية التي يطلقها المجتمع المدني ، لقد تمكنّا من الحلول مكان الاعلام التقليدي لا سيما بنشرنا ما لا تستطيع وسائل الاعلام التقليدي نشره وهذا نجاح بحد ذاته. هناك حملة الضغط التي ابطلنا من خلالها مشروع قانون الاعلام الجديد بالاضافة لنضالنا ضد القمع الفكري والثقافي والملاحقات ومناصرتنا لحرية الرأي، وأخيراً ما استطعنا تحقيقه في قضية الإفراج عن المدون خضر سلامة والناشط علي فخري الذين اعتقلوا بسبب رسمة غرافيتي، الضغط اجبر الدولة اللبنانية والحكومة  على الافراج الفوري، عنيت ضغط النشطاء الذين غلب عليهم طابع المدونين.
- كيف تصف واقع التدوين في زمن الربيع العربي؟ إلى أي مدى أثّر المدونون في صقل الحس النقدي عند الرأي العام العربي؟ 
التدوين في زمن الثورات اثر بشكل كبير على الرأي العام العربي، لا سيما وان النشطاء كانوا وسائل اعلام متنقلة استطاعوا ان يوظفوا وسائل الاعلام الاجتماعي لنشر المعلومات والحقائق وفضح تصرفات النظام، وهذا ما عجل في الدورة الزمنية لاسقاط رأس الهرم، وأتى دور التدوين، كتدوين بعد كل نشاط. استطاع المدونون ان يجمعوا تغريداتهم مثلاً والفيديوهات التي صوروها في مقالات ونشروها عبر مدوناتهم. لقد كانوا مصدر للاخبار لبعض وسائل الاعلام التقليدي.
- هل لك أن تخبرنا عن مبادرة ترشحك لرئاسة الجمهورية المصرية؟ ما كان الهدف وراء الحملة التي أطلقتها على مدونتك؟ علماً أنك لست مصري؟ 
القضية كانت فكاهية، في يوم من الايام كنت أقرأ إحدى الجرائد المصرية واتابع الأخبار، فتفاجأت بخبر ان المحامي المسلم شريف جاد الله ترشح لمنصب البابا لخلافة البابا شنودة الثالث عقب وفاته، فقلت بنفس اذا محامي مسلم ترشح لترؤس منصب ديني مسيحي فأنا من حقي كلبناني ان اترشح لمنصب سياسي مصري. ومن بعدها استمر الموضوع بطريقة فكاهية واصدقائي المصريين شاركوني في المزحة ونشرنا الصور والنقاش حول ترشحي، وكانت نوع من الانتقاد للوضع القائم في مصر ومهزلة الترشح التي حدثت آنذاك.
- ما هي برأيك أبرز الحملات الرقمية/الإلكترونية/السياسية لعام 2012؟ كيف شاركت فيها؟ 
على صعيد لبنان، كانت الحملات التي تتحدث عن الوضع القائم في لبنان مثل انقطاع الكهرباء، والعملاء للعدو الاسرائيلي والفقر والغلاء والمياومين (عمّال شركة كهرباء لبنان) وغيرها من المواضيع التي نناصرها انطلاقاً من انها تندرج تحت سقف القضايا التي نؤمن بها . 
أما في الخارج فأنا من مؤسسي حملة "اسير من أجل الأسير" فهي حملة تضامنية انطلاقاً من أن الاسير الفلسطيني في سجون العدو الاسرائيلي يتشابه مع الأسير السوري في السجون الأسدية، ولكي نسلط الضوء على الثورة في فلسطين وفي سوريا، ولأننا أبناء أمّة واحدة ونتشارك الأرض والهواء والماء ولا تفرقنا غير الأسلاك الشائكة وبعض الجنود البلهاء الذين يحرسون الحدود ويحكمون البلاد. قررنا نحن مجموعة من الشباب الحر الناشط من فلسطين، سوريا، مصر، لبنان، الأردن وجميع الدول العربية ان نتشارك في الأوجاع، ان نسير من أجل الأسير، أن نسلك درب النضال نحو الحريّة، فحريّتنا من حريّتهم .. وقمنا بكتابة إسم أسير فلسطيني وبالقرب منه إسم أسير سوري، وبهذه الطريقة نجبر وسائل الاعلام التي تتناسى فلسطين وتتذكر سوريا أن هناك أسرى في فلسطين، ونجبر وسائل الاعلام التي تتناسى سوريا وتتذكر فلسطين ان هناك أسرى في سوريا .
كما انني كنت من منظمي الحملة الألكترونية لدعم الأسير البحريني المضرب عن الطعام في سجون آل حمد، وخصصنا يوم خاص لمناصرته وعملنا على نطاق التراند عبر التويتر تماماً كما عملنا على قضية الاسير المحرر خضر عدنان، بالاضافة إلى الحملة التي لا تزال مستمرة في الدفاع والمطالبة بالافراج الفوري عن مازن درويش وحسين غرير ومعتقلي المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
- كلمة أخيرة
أتمنى ان تتحرر الشعوب وتحطم معابد العبودية من الخليج إلى المحيط، واعرف ان هذا ليس غداً، لأن الثورة نهج ومسير طويل لا ينتهي عند انتخاب رئيس جديد للبلاد او حكومة انما يستمر إلى حين ان تختار الشعوب الشخص الصحيح، والدليل على ذلك الثورة الفرنسية والجمهوريات التي تلتها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون