بضغطة زر Add Friend يمتلك مستخدم شبكة ( فيسبوك الإجتماعية ) إمكان أن يقبل صداقة أي شخص من مستخدمي الشبكة أيا" كان مكانه، أيا" كانت خلفيته الثقافية والإجتماعية، وبضغطة زر unfriend يمكن للفرد أن ينهي صداقة، فهل هناك بالفعل قواعد مختلفة للصداقة الافتراضية على شبكة الإنترنت تختلف عن المعايير العامة لمفهوم الصداقة في الواقع الحقيقي؟
موقع أورينت نت اختار لكم تحليل الكاتب ابراهيم فرغلي لبعض النقاط التي تستعرض فلسفة الصداقة على الفيس بوك حيث يذكر الكاتب في مقاله في مجلة "العربي" الكويتية تحت عنوان: (تحولات الصداقة وفلسفتها على الفيسبوك) أن: موضوع فك الصداقة كان لافتا وبشكل كبير خلال الفترة التي أعقبت اندلاع رياح التغيير في العالم العربي، ليس فقط من خلال إستخدام هذه الخاصية، بل وبما يسبقها من ألوان من التحذير التي يمارسها الكثير من المستخدمين بإعلانهم بأنهم سوف يقومون بإالغاء صداقتهم لأي شخص يقول كذا و كذا ، والأسباب تترواح بين إعلان شخص لإنحياز طائفي مثلا، أو اختلاف حول تأييد شخصية سياسية أو اختلاف حول تأييد جماعة سياسية وماشابه ذلك . والاختلافات الطائفية والقبلية فهذه قد تتحول إلى معارك كلامية صاخبة ، يتم فيها تدوال كل ألوان السب والشتائم المتخيلة وغير المتخيلة.
اختبار "الاختلاف الإفتراضي"
ما يحدث من موضوع حذف الأصدقاء الإفتراضي لا يتوقف على الصداقات الإفتراضية فقط بل ينسحب كذلك على صداقات أخرى هي في الأساس صداقات تربط أشخاصا في الواقع بصداقات متينة أو على الأقل بصداقات بدرجات متفاوتة ما بين الزمالة أو المعرفة الوثيقة لكن كلها في النهاية تتعرض للانتهاء أمام اختبار "الاختلاف الإفتراضي" ! هنا دلالة يمكن الوقوع عليها وهي أن الظاهرة في جانب منها تعبر عن عدم شيوع ثقافة الحوار والاختلاف في الذهنية العربية بشكل عام.
وفقا لدراسات سيلكوجية لأستاذ الانثروبوجي في جامعة أوكسفورد روبين دانبر لا يمكن لعقل الإنسان التحكم في إدارة صداقات تتجاوز 150 شخصا، ويقول ابراهيم في "العربي" أن هشاشة فكرة الصداقة نفسها التي تجعل المستخدم العربي يضم لقوائم صداقاته على الشبكة الإجتماعية أعداد لا يمكن لشخص أن يستوعبهم في الواقع كصداقات إذ يتجاوز عددهم الالاف، ففي تصور الشخص قدرته على صداقة الآلاف نوع من التطرف عد رؤية الصداقة من وجهة نظر موضوعية .
أوهام الصورة
هناك صداقات تبدأ من قبل الرجال لمجرد وجود صورة تدل على جمال صاحبتها،والعكس أي يمكن لفتاة أن تطلب صداقة مستخدم ثقة في أنه صديق مشترك لإحدى صديقاتها أو لمجرد أنه وسيما وبالتالي لا تقوم هنا الصداقة في الحقيقة على أي معيار موضوعي، بل مجرد أوهام الصورة.
ويذكر الكاتب أنه يمكن أن يتعرض هذا النوع من الصداقات إلى حدة في التعبير أو إلى أن يكون الشخص أكثر جرأة ، وقد يصل إلى حد التطرف إذا كان يخفي هويته الحقيقية .
ومن أسباب هدم علاقات الصداقة حسب احصائية أميريكة بينت أن 45 بالمائة من الأسباب تقوم على الاختلاف في فكرة التدين أو عدم التدين، إضافة إلى أسباب أخرى مثل وضع الأشخاص لتعليقات ذات طابع استفزازي أو استعراضي أو لأنهم يحاولون الدعاية لخدمات أو مننجات، وأخيرا وليس آخرا لأنهم إكتشفوا عدم معرفتهم بهؤلاء الأشخاص بشكل جيد.
معايير تسويقية
وتكشف دراسات منشورة وبينها تقرير نشرته مجلة "نيوساينتست" المختصة بالعلوم ،يقوم بدراسة سلوك مستخدمي الفيسبوك وبحث الأشخاص الذين يتمتعون بالتأثير أو القيادية بحيث يتم وضع أنواع معينة من الإعلانات التي تخص الفيسبوك وفقا لمدى تأثير هؤلاء الأشخاص ونفوذهم في قوائم المستخدمين.
الشبكات الإجتماعية مناخا للدراسة والتحليل
في الحقيقة إن قضايا الإتصال الإجتماعي تتماس مع كثير من القضايا المهمة و بينها مدى شيوع التسامح في المجتمع مقابل شيوع الفكر الطائفي الطائفي،كما ترتبط بكيفية حث الأفراد على استخدام طاقة التواصل بشكل ايجابي بدلا من القيام بالجدل السلبي الذي لا يسهم في أية حركة تغيير أو تنمية وتطوير.
ومن بالجدير بما ذكر في مجلة "العربي " الكويتية أن الشبكات الإجتماعية في الواقع توفر مناخا لا يستهان به للدرس والتحليل لمن يرغب ويهتم، وهي في الحقيقة فرصة جيدة يجب على المؤسسات المعنية الاهتمام بها خصوصا في هذا التوقيت الذي بتسم بزخم هائل في النقاش والأفكار والحوار والإختلاف.والأمل في المستقبل بما يتوجب بحثه و استثماره .
المصدر: مجلة (العربي) العدد (647) أكتوبر 2012 + أورينت نت.
24/10/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق