INI

الثلاثاء، 12 مارس 2013

المدونات التي زجت بالمدونين الى السجون لم يقرأها سوى الرقيب!


الجميع في حالة ضياع، وبحث عن السبل الجديدة التي تلائم العصر. ومن المفارقات المضحكة المبكية مثلا أن نسمع عن عشرات المدونين العرب الذين سجنوا وعذبوا، ومنهم من لا يزالون خلف القضبان، على اعتبار أنهم مؤثرون وخطيرون، ويؤلبون الرأي العام، لنقرأ في الدراسة البديعة التي أجرتها «مؤسسة الفكر العربي» ووزعتها، الخميس الماضي، في كتاب، أن 98 في المائة من المدونات العربية الموجودة على الشبكة العنكبوتية هي عمليا بلا زوار، وأشبه بالميتة، وأكثر من ذلك أن غالبية المدونين العرب يفتحون مدونات ثم سرعان ما يتركونها ويهجرونها، لتصبح رقما بلا قيمة تذكر. ولو صدرت هذه الدراسة قبل سنوات قليلة، لربما كانت وفرت عذابات على هؤلاء المدونين الذين كتبوا أشياء يبدو أنه لم يقرأها سوى الرقيب، حسبما يقال لنا اليوم، لكنهم انتهوا إلى الحبس. فقد تبين أن غالبية الجمهور الذي زار المدونات وقع عليها بالمصادفة، ومعظمهم ألقوا نظرة سريعة دون أن يقرأوا ويتمعنوا، ليخرجوا منها إلى غير رجعة، بعد أن اكتشفوا أنها لا تلبي حاجتهم في شيء.


على أي حال فإن هذه الدراسة التي دعمت بمرصد على الإنترنت تحت اسم «مأرب» وتحلل المحتوى الرقمي العربي حتى بداية عام 2012، يمكنها لو استكملت، أن تحولنا من عميان نتخبط في ظلام الجهل إلى شبه مبصرين.
فمما تقوله الدراسة إن مصر والسعودية هما البلدان العربيان اللذان يشكلان، بمساهماتها الكثيفة والقوية، أساس ما هو موجود بالعربية على الإنترنت. أما الكتلة الثالثة الوازنة فهي مساهمة المقيمين خارج الدول العربية، وربع هؤلاء موجودون في الولايات المتحدة. كما نكتشف أن المواد التعليمية والتربوية تنمو بشكل مطرد، لكنها لا تزال ضئيلة جدا، وهذا مثير للاهتمام.
سوسن الأبطح - الشرق الأوسط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون